ما مدى خطورة التهابات المسالك البولية لدى الأطفال؟

إذا كان طفلك يعاني من الحمى وأصبح خاملاً ويبكي كثيراً ولا يلعب كالمعتاد ويأكل ويشرب أقل من المعتاد ويشعر بالألم عند التبول فمن السهل عليك كوالد أن تدرك أن هناك شيئاً ما غير صحيح وتأخذ الطفل إلى المستشفى لتشخيصه وعلاجه من التهابات المسالك البولية، لكن إذا كان الطفل يعاني من الحمى فقط  ويشرب الحليب أقل بقليل من المعتاد وأصبح خاملاً بعض الشيء فيجب تشخيص هذه الأعراض غير المميزة من قبل الطبيب. لكن هل تتطلب عدوى المسالك البولية لدى الأطفال تشخيصاً وعلاجاً عاجلين؟ للإجابة على هذا السؤال ، ينبغي أولاً أن نفهم مدى خطورة عدوى المسالك البولية لدى الأطفال.

انتشار عدوى المسالك البولية لدى الأطفال

لعدوى المسالك البولية تأثير على كلية الطفل أكبر مما نعتقد، خاصة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ومن بين الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين، تكون الفتيات أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية من الأولاد بنسبة 4: 1  أو 8٪ من الفتيات في هذه الفئة العمرية مقارنة بـ 2٪ من الأولاد. وبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة فإن النسبة بين الجنسين متساوية تقريباً.

المشاكل أو المضاعفات التي تحدث أثناء الإصابة

  • ارتفاع درجة الحرارة والذي قد يؤدي إلى تشنجات
  • الجفاف والجوع
  • تسمم الدم ولا سيما لدى الأطفال البالغين من العمر سنة واحدة
  • التهاب السحايا خاصة لدى الأطفال الأقل من شهر

أسباب قلق الأطباء بشأن التهاب المسالك البولية

  • التندب الكلوي الذي يضر أنسجة الكلى ويتوسع تدريجياً ويؤثر على وظائف الكلى
  • ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال واحتمالية الإصابة بتسمم الحمل في المستقبل
  • فشل كلوي مزمن

هذه المشاكل الرئيسية وخاصة تندب الكلى الذي يحدث غالباً في المراحل المبكرة من العدوى يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وقد تؤدي هذه الحالات إلى مضاعفات الخطيرة من بينها تأخر النمو والتطور العقلي والشحوب واختلال توازن المعادن وهرمونات الجسم واضطراب كثافة العظام وهشاشة العظام والأسوأ من ذلك كله الإصابة بمرض الكلى في المرحلة الأخيرة التي تتطلب غسيل الكلى وزرعها. لذا من المهم للغاية تشخيص الأطفال مبكراً وعلاجهم بشكل صحيح لمنع حدوث أي مضاعفات في المستقبل.

ما هي عوامل الخطر لتندب الكلى؟

  • الفئات العمرية الأصغر أكثر عرضة للإصابة بالندبات الكلوية، على وجه الخصوص الرضع
  • الانتظار لفترة من الوقت قبل تلقي العلاج قد يكون أيضاً أحد عوامل الخطر حيث يزيد الخطر إذا عانى الطفل من الحمى لأكثر من 48-72 ساعة. وكلما طالت فترة إصابة الطفل زاد الخطر.
  • قد تعتمد استجابة المريض للعلاج على الفترة التي انقضت قبل تلقي العلاج خاصة في أول 48 ساعة. ومع ذلك هناك عوامل أخرى قد تؤثر على نتائج العلاج.
  • لنوع وشدة العدوى دوراً مهماً في نتائج العلاج.
  • كلما زادت عدد مرات إصابة الطفل بالعدوى زاد خطر تندب الكلى.
  • تشوهات الكلى الخلقية أيضاً من العوامل الهامة التي تحتاج إلى مزيد من الفحوصات

أسباب التهاب المسالك البولية لدى الأطفال

سننظر الآن في الأسباب الثلاثة الرئيسية لعدوى المسالك البولية

  1. تسمم الدم وانتشار العدوى الدموي والذي يظهر عادة لدى الأطفال دون سن سنة واحدة
  2. التشوهات الخلقية في الكلى تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى، السبب الأكثر شيوعاً المتعلق بهذه الحالة هو ارتداد البول إلى الحوض الكلوي أو الكلى.
  3. السبب الأكثر شيوعاً هو العدوى الصاعدة أي صعود العدوى من عضو مجاور إلى المسالك البولية.

العلاج والوقاية والتشخيص الإضافي

عدوى المسالك البولية (UTI) هي مرض قابل للشفاء وقد لا تنطوي على أي مضاعفات مثل التهاب المسالك البولية المزمنة أو الدقيقة ، والتهابات المسالك البولية المعقدة والالتهابات الأخرى التي قد تحدث بعد ذلك بوقت قصير.

يعتمد العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة طريق الفم أو الوريد على حالة المريض وشدة الإصابة.

  • بالنسبة للمرضى المصابون سريرياً أو المرضى الصغار (خاصة الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر) يُفضل استخدام المضادات الحيوية الوريدية والتي يمكن تحويلها إلى الفم بعد تخفيف الحمى لمدة 24 ساعة على الأقل.
  • بالنسبة لمرضى المسالك البولية الذين يتمتعون بصحة جيدة سريرياً ، فإن المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد تكون فعالة بنفس القدر.
  • يوصى بتناول المضادات الحيوية لمدة 3-7 أيام للعدوى غير الحموية و7-14 يوم للعدوى الحموية، لكن البروفيسور تيج ماتو استعرض في مؤتمر IPNA 2019 رأيه بأن من الأفضل اتباع دورة من المضادات الحيوية لمدة 10-14 يوماً في العدوى الحموية.

وبالإضافة إلى فحوصات الدم والبول يقوم الطبيب بإجراء فحص إشعاعي تشخيصي لمعرفة سبب التشوهات الخلقية في الكلى على النحو التالي:

الموجات فوق الصوتية للكلى والمثانة (US KUB): تختلف إرشادات الفحص حول العالم وتنص إرشادات المسالك البولية التايلاندية على أن جميع مرضى المسالك البولية الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات يجب أن يخضعوا للموجات فوق الصوتية للكلى والمثانة للكشف عن تشوهات في الكلى والحوض الكلوي والحالب والمثانة، و يمكن في حال المقاومة استخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن المضاعفات، ويوصى بإجراء اختبارات الموجات فوق الصوتية للمثانة في الولايات المتحدة للمرضى الذين تقل أعمارهم عن سنتين في الولايات المتحدة و 2-3 سنوات في الدول الأوروبية.

  • مخطط إفراغ المثانة والإحليل (VCUG): يراقب هذا الفحص ارتداد البول إلى الحالب أو الحوض الكلوي أو الكلى فالموجات فوق الصوتية ليست حساسة ولا فعالة بما يكفي لاكتشاف هذا الارتداد، وبناء على الإرشادات الحالية ينبغي إجراء هذا المخطط في الظروف التالية:
  • ظهور نتائج غير طبيعية من تصوير الكلى والمثانة بالموجات فوق الصوتية
  • ضعف وظائف الكلى
  • تكرار التهاب المسالك البولية
  • خلل في نمط الإفراغ مثل تسرب البول والشعور بعدم إفراغ المثانة والأعراض الأخرى ذات الصلة
  • التاريخ العائلي للإصابة بالارتجاع البولي ، وخاصة لدى الأقارب من الدرجة الأولى
  • عدوى اللا إشركية القولونية أكثر مسببات الأمراض شيوعاً التي تسبب التهاب المسالك البولية ، والتي تتواجد في الغالب في الجهاز الهضمي والمناطق المجاورة وفي البراز
  • تسمم الدم أو البكتيريا السامة في الدم
  • المريض الذي لا يمتثل للإجراءات
  • فحص الكلى: يستخدم هذا الفحص لاستبعاد تندب الكلى أو للعثور على سبب الانسداد أو غيرها من المشاكل ذات الصلة التي تم تحديدها في الاختبار الأساسي. ويتخذ الطبيب قرار إجراء هذا الفحص.

بعد الشفاء من التهاب المسالك البولية يصف الطبيب المضادات الحيوية عن طريق الفم لمنع تكرار العدوى. ويختلف دور الوقاية بالمضادات الحيوية في كل حالة استناداًعلى المؤشرات ونتائج دراسات التصوير. وبناء على التوصيات الحالية (IPNA Congress2019)  ينبغي استخدام المضادات الحيوية بعناية عن طريق الفم في الحالات التالية:

  • ارتفاع درجة ارتجاع البول إلى الكلية
  • تكرار التهاب المسالك البولية (UTI
  • نمط إفراغ الأمعاء غير الطبيعي مثل الإمساك
  • شذوذ كبير في الكلى والمثانة
  • تندب الكلى
  • المسالك البولية غير النمطية أو مسار سريري غير طبيعي
  • وجود حصوات الكلى
  • حسب اختيار الوالدين

يحدد الطبيب مواعيد متابعة دورية لمراقبة البول بغرض تقليل احتمالية تكرار العدوى أو تندب الكلى.

الوقاية

  • تنظيف الأعضاء التناسلية مهم للغاية وخاصة لدى الفتيات
  • التنظيف جيداً بعد الذهاب إلى المرحاض.
  • المسح من الأمام إلى الخلف، وبعد المسح للخلف لا يجب المسح من الأمام مرة أخرى ، لأن القيام بذلك قد ينقل الجراثيم من فتحة الشرج إلى المهبل أو المسالك البولية ويوصى أيضاً باستخدام رذاذ الشطف وتوجيهه بشكل صحيح.
  • استخدام ورق التواليت النظيف أو المناديل المبللة والحفاظ دائماً على جفاف الأعضاء التناسلية.
  • تغيير الحفاضات بشكل متكرر بعد كل حركة أمعاء، ويجب التوقف عن استخدام الحفاضات تماماً للأطفال الذين تم تدريبهم بشكل صحيح على استخدام المرحاض.
  • عند الشعور بالحاجة إلى التبول لا تحبس البول في مثانتك حيث أن التخلص منه يساعد في القضاء على البكتيريا الموجودة في المثانة أو تقليلها في الوقت المناسب ، كما يقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
  • يجب معالجة الإمساك على الفور. وفي الحالات المزمنة يجب التدريب على حركة الأمعاء. ويحفز الإمساك إنتاج الجراثيم ويزيد من عدد البكتيريا في مناطق الشرج والمستقيم والأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالعدوى. بالإضافة إلى ذلك يتداخل الإمساك مع تنظيم التبول ويمكن مواجهة ذلك بالطرق التالية:
  • شرب الكمية اليومية من الماء الموصى بها للفئة العمرية التي تنتمي إليها، فتناول السوائل بقدر كاف يؤدي إلى النتائج التالية:
  • بول أصفر فاتح أو شفاف
  • التبول على الأقل 4-6 مرات في اليوم أو مرة كل 3-4 ساعات (عدد مرات التبول الطبيعي 3-8 مرات / يوم لكن يفضل أن يكون 5-8 مرات في اليوم ، أو 10-12 مرة في اليوم الشباب)
  • زيادة استهلاك الألياف الغذائية من الخضروات والفواكه والبقوليات والبذور والحبوب الكاملة والقمح الكامل ، إلخ.
  • تدريب طفلك على الذهاب إلى المرحاض في نفس الوقت كل يوم.
  • الوضع الصحيح للنونية يمكن أن يؤثر أيضاً على الإمساك. ويمكن استشارة الطبيب بخصوص وضعها الصحيح.
  • ينبغي على المريضات اللاتي لديهن اندماج الشفرتين أن يفكرن في العلاج الطبي، حيث تزداد احتمالية تعرضهن لعدوى المسالك البولية.
  • المرضى الذكور الذين يعانون من الشبم هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية 8-10 مرات ضعف الذين لا يعانون منه. لذلك ، يُنصح باستشارة الطبيب للنظر في العلاج الطبي لإزالة الشبم. والأطفال الذين لا يستجيبون جيداً للأدوية سوف ينصحهم الطبيب بالخيارات الجراحية.

وكما ترون ، يمكن أن تكون عدوى المسالك البولية لدى الأطفال علامة تخبرنا بوجود خلل خفي لا ينبغي التغاضي عنه. لذلك ، من المهم أن يتم تشخيصها وعلاجها في أقرب وقت ممكن، ومن المهم أيضاً المتابعة والمراقبة المستمرة لمنع حدوث مضاعفات في المستقبل.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top