جراحات إصلاح انحناء القضيب
انحناء العضو الذكري عبارة عن مشكلة شائعة بين الرجال، ولكن ما هي حدتها والأسباب الكامنة ورائها؟ وهل من الممكن علاجها؟ اكتشف ذلك الآن.
انحناء العضو الذكري أو انحناء القضيب (Penile curvature) يعد نوع من أنواع التشوه في العضو الذكري، حيث أنه بدلًا من أن يكون مستقيمًا فإنه يكون منحنيًا في حالة الانتصاب، وانحناء القضيب قد يعيق العلاقة الزوجية أو يجعلها مؤلمة للزوجة، كما أنه في درجاته القصوى قد يمنع العلاقة الزوجية.
حدة انحناء العضو الذكري
هناك درجات واتجاهات مختلفة من انحناء القضيب، فقد يكون إلى أعلى أو الأسفل أو إلى اليمين أو إلى اليسار، ولكن لا بدّ من التشديد على أن هذا الانحناء هو في حالة الانتصاب بمعنى أن انحناء القضيب إلى أي اتجاه في حالة الارتخاء لا يًصنف مرضًا ولا يستدعى التدخل الطبي وإنما هو يعتبر أمرًا طبيعيًا.
أقل اتجاهات اعوجاج العضو الذكري تأثيرًا هي اعوجاج إلى أعلى حيث أن هذا الاتجاه يتماشى نوعًا ما مع طبيعة القناة التناسلية للزوجة، وهذا بالطبع في حدود أن تكون درجة اعوجاج العضو الذكري لا تتجاوز 40 درجة إلى أعلى.
يكون تأثير اعوجاج القضيب أكثر في حالة تقوسه إلى اليمينـ أو انحنائه إلى اليسار، أو اعوجاجه إلى أسفل، والدرجات المسموحة التي ينبغي التدخل الطبي عندها هي تقوس القضيب إلى أسفل بدرجة تفوق 30 أو إلى اليمين أو اليسار بدرجة تفوق 15 درجة.
هذا لا ينفي أن بعض الناس لديهم مثل هذه الدرجات من انحناء العضو الذكري أو أكثر ولكنهم يمارسون العلاقة الزوجية بطريقة شبه طبيعية، ومن الممكن استخدام التشخيص الذاتي لانحناء القضيب من أجل معرفة حالتك، علمًا أن هذا يعتبر تشخيص أولي، ولا يغني عن الفحص الذاتي.
أسباب انحناء القضيب
تقوس العضو الذكري إما أن يكون خِلقِيًا بمعنى أنه وُجد منذ الولادة أو أن يكون مكتسبًا بمعنى أن يكون قد استجد أو حدث بعد فترة سابقة كان العضو الذكري فيها مستقيمًا:
1. انحناء القضيب الخلقي
بالنسبة لتقوس العضو الذكري الخلقي فإنه يكون نتيجة أمر من اثنين:
- نمو مفرط غير متناسق للعضو الذكري في أحد جوانبه على حساب الجانب الآخر بمعنى أن هناك جانب أطول من جانب مما يؤدي إلى انحناء القضيب في اتجاه الجانب الأقصر.
- خلل في مجرى البول إذ يكون غير مكتمل النمو وتكون فتحة البول أسفل أو أعلى القضيب وليس في طرفه وكثيرًا ما يكون هذا مصحوبًا بانحناء في القضيب.
2. انحناء القضيب المكتسب
بالنسبة لاعوجاج العضو الذكري المكتسب أي انحناء العضو الذكري المستجد، فإنه في أغلب الأحوال يكون نتيجة مرض بيروني (Peyronie’s disease)، وهو عبارة عن تيبَّسَ أو تَلَيُّف للغلالة البيضاء للقضيب.
الجدير بالعلم أن العضو الذكري يحتوي على أسطوانتين للانتصاب تسميان بالجسمين الكهفيين وجدار الجسمين الكهفيين هو طبقة الغلالة البيضاء ويحتوى الجسمين الكهفيين على أنسجة دموية تمتلئ بالدم فيحدث الانتصاب.
مرض بيروني هو تيبَّسَ أو تَلَيُّف للغلالة البيضاء لأسطوانات الانتصاب في موضع ما من هذه الغلالة، وقد يؤدي هذا التيبَّسَ أو التَلَيُّف إلى عدم إمكانية تمدد الغلالة البيضاء في هذه المنطقة بينما مع حدوث الانتصاب تتمدد الغلالة البيضاء وتنمو أسطوانتي الانتصاب في جميع المواضع الأخرى منها مما يؤدي إلى انحراف أسطوانتي الانتصاب في اتجاه تَلَيُّف بيروني.
كما أن أسباب التَلَيُّف البيروني غير معروفة بوضوح، إلا أنه كثيرًا ما يصاحب الإصابة بمرض السكري، كما وُجد أن بعض أنواع الخلل في الجينات الوراثية يصاحبه مرض بيروني، إلا أن هناك أسباب أخرى لتقوس العضو الذكري المكتسب، مثل:
- تكرار الحقن الموضوعي بالقضيب لعلاج ضعف الانتصاب.
- حالات الإصابة المباشرة.
- حالات كسر العضو الذكري، وهي إصابة تحدث نتيجة الضغط الشديد على العضو الذكري المنتصب أثناء العلاقة الزوجية أو غيرها مما يؤدي إلى انحناء شديد في أسطوانتي الانتصاب والذي يسبب كسر الغلالة البيضاء وهروب الدم منها.
الجدير بالعلم أنه إذا لم يتم معالجة كسر العضو الذكري بصورة عاجلة فيحدث التئام لهذا الكسر بالتليف مما يؤدي إلى تقوس العضو الذكري أو انحناء القضيب.
علاج انحناء القضيب
القاعدة العامة هي أن تقوس القضيب يستدعي العلاج الجراحي إذا كان فوق درجات معينة، ويستثنى من ذلك الحالات المبكرة من التقوس البيروني المكتسب حيث يمكن إعطاء أدوية قد تقلل من معدلات زيادة التَلَيُّف وقد تقلل من معدلات زيادة انحناء القضيب، وذلك يكون في العام الأول إلى الثاني فقط من بداية انحناء القضيب المكتسب نتيجة مرض بيروني.
أما بعد ذلك فإن الأمر يستدعى الإصلاح الجراحي إذا تجاوز انحناء القضيب إلى أعلى 40 درجة أو تجاوز تقوس العضو الذكري إلى أسفل 30 درجة أو تجاوز انحناء القضيب إلى اليمين أو إلى اليسار 15 درجة، وبالنسبة للأدوية الخاصة بعلاج مرض بيروني في عامه الأول إلى الثاني فإنها تنقسم إلى أدوية فموية أو يتم حقنها في تَلَيُّف بيروني مباشرة داخل العضو الذكري.
ومن هذه الأدوية الفموية لعلاج تَلَيُّف بيروني: فيتامين هـ، وبوتابا (Potaba)، أما عن أدوية الحقن لعلاج تقوس بيروني فمن أحدثها وأشهرها مركب كولاجيناز (Collagenase) الذي يتم حقنه في زيارات متكررة للطبيب على مدى شهرين في المتوسط.
نسب نجاح هذه الأدوية في علاج انحناء القضيب متواضعة لكن لا بأس من محاولة استخدامها فقط في العام الأول إلى الثاني من تَلَيُّف بيروني وانحناء القضيب المكتسب وليس الخِلقِي، أما عن الوسائل الجراحية لعلاج تقوس القضيب فهي الوسيلة الرئيسة والأساسية في علاج انحناء الذكر.
وعند اختيار الوسيلة المناسبة لعلاج انحناء القضيب لا بدّ أولًا من التأكد من القدرة الجنسية، وإذا كان تقوس القضيب مصحوبًا بضعف في الانتصاب فلا بدّ من علاج ضعف الانتصاب أولًا دوائيًا بحيث يتم اتخاذ القرار في نوعية جراحة تقوس القضيب إذا لم يستجب الضعف الجنسي للعلاج.
إذا استجاب الضعف الجنسي للعلاج الدوائي فيتم علاج الحالة على أنها حالة انحناء بالقضيب فقط أما إذا لم يستجب ضعف الانتصاب للعلاج الدوائي فيتم إجراء جراحة لعلاج كل من الضعف الجنسي وانحناء القضيب في آن واحد.
جراحات إصلاح انحناء القضيب
هناك عدة أنواع من الجراحات لإصلاح انحناء القضيب نذكر منها ما يأتي:
1. تقنية الشد لإصلاح انحناء القضيب
تعتمد تقنية الشد لإصلاح تقوس العضو الذكري أو المسماة بتقنية التقصير لعلاج انحناء القضيب على أن هناك جانب أطول من القضيب وجانب أقصر مما تسبب في انحناء القضيب إلى الاتجاه الأقصر، وفي الواقع فإنه في حالات انحناء القضيب الخِلقِي يكون الجانب الأقصر هو الجانب الطبيعي أما الجانب الأطول فهو غير الطبيعي حيث حدث به نمو مفرط غير متناسق.
كما تعتمد تقنية الشد لإصلاح تقوس العضو الذكري على شد الجانب الأطول في اتجاه قاعدة القضيب بحيث تحدث استقامة كاملة، ويمكن إجراء تقنية الشد لانحناء القضيب إما باستخدام خيوط جراحية دائمة دون فتح الأسطوانات الكهفية، وذلك حفاظًا على الانتصاب، أو بإجراء عدة فتحات صغيرة في الغلالة البيضاء للجسم الكهفي وتقطيبهم سويًا بخيوط تمتص بعد حين وتختفي.
علمًاً بأن هذا قد يؤدي إلى ضعف انتصاب في حوالى 1% من الحالات، لذا يُفضل الخبراء استخدام الخيوط الدائمة دون فتح النسيج الكهفي، وبطبيعة الحال يحدث نوع من الانخفاض في الطول مع تقنية الشد لإصلاح تقوس القضيب، ولهذا يُوصى بتقنية الشد في حالات تقوس العضو الذكري البسيط إلى انحناء القضيب المتوسط وليس في حالات انحناء العضو الذكري الشديدة.
تصلح تقنية الشد لكل من حالات انحناء القضيب الخِلقِي وتقوس العضو الذكري المكتسب بشرط أن يكون هناك انتصاب قوى وأن تكون درجة التقوس ليست بالدرجة الكبرى تفاديًا لنقصان الطول الشديد.
2. تقنية تدوير الجسمين الكهفيين لإصلاح تقوس العضو الذكري
بما أن تقنية الشد لإصلاح انحناء القضيب تؤدي إلى قصر فإنها قد لا تصلح في الحالات الشديدة من تقوس العضو الذكري، وإذا كان شخص يعاني من تقوس في القضيب بنسبة 90 درجة إلى أسفل فإنه قد يعاني من انخفاض شديد في الطول إذا أُجريت له تقنية الشد.
لذا يتم اللجوء إلى تقنية تدوير الجسمين الكهفيين، وهذه التقنية تصلح فقط في حالات التقوس الخِلقِي وليس البيروني، وهي تصلح لحالات انحناء القضيب إلى أسفل فقط وليست لحالات انحناء القضيب إلى أحد الجانبين.
- جراحة الشق والترقيع لمرض بيروني
عندما يكون هناك تقوس في العضو الذكري نتيجة مرض بيروني فإنه بالإمكان إزالة نسيج بيروني المتَلَيُّف ووضع رقعة مكانه مما يؤدي إلى استقامة العضو الذكري المنحني وإعادة شيء من الطول إليه، ويتم إجراء فتح جراحي بسيط والمحافظة على الأنسجة الطبيعية للقضيب بإزاحة الأعصاب جانبًا والولوج إلى قطعة تَلَيُّف بيروني ثم استئصالها ووضع رقعة طبيعية مكانها.
إلا أن هذه التقنية قد يصاحبها ضعف انتصاب في حوالي 30% من الحالات، لذا لا يتم إجراؤها إلا في حالات انتصاب ممتاز مع انتفاء إمكانية إجراء جراحة الشد.
- جراحات إصلاح تقوس العضو الذكري مع علاج ضعف الانتصاب
كثيرًا ما يصاحب تقوس العضو الذكري المكتسب ضعفًا بالانتصاب، فيجتمع في كثير من الأحيان مرض بيروني مع الضعف الجنسي، فيتم علاجه دوائيًا بدايةً، وإذا لم يستجب الضعف الجنسي للعلاج الدوائي يتوجب إجراء جراحة دعامة العضو الذكري مع إصلاح التقوس في نفس التوقيت.
يكون ذلك من خلال زرع دعامة في العضو الذكري وهو ما يسمى بتقنية شعير (Shaeer’s Punch Technique) وتعتمد هذه التقنية على إزالة نسيج بيروني من داخل الأسطوانات الكهفية بدون الاحتياج إلى إزاحة الأعصاب ومجرى البول جانبًا مما يكفل درجة أمان أعلى بكثير من الطرق التقليدية ويتبع ذلك بزرع دعامة العضو الذكري.