ما أسباب التهاب المسالك البولية عند الأطفال؟ وهل يمكن علاجها؟
تُصاحب أمراض المسالك البولية عادةً أعراض مزعجة للمصاب، مما يجعل استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في عادات التبول عند المريض أمرًا حتميًا، وقياسًا على ذلك نجد بعض الأمراض التي يمكن أن تصيب المسالك البولية عند الأطفال. سنتحدث في هذا المقال عن التهاب المسالك البولية عند الأطفال، موضحين أسبابه وطرق علاجه.
ما هو التهاب المسالك البولية عند الأطفال؟
تُعد التهابات المسالك البولية عند الأطفال، فهو يصيب قرابة 8 من كل 100 من الفتيات، و2 من كل 100 من الأولاد، وتحدث الإصابة عند دخول البكتيريا إلى المثانة أو الكلى، فنجد أن الطفل المصاب قد بدأ يشكو من الحمى، أو القيء، أو الهياج، بينما قد يعاني الأطفال الأكبر سنًا من ارتفاع درجة الحرارة، والألم عند التبول، كما قد يحتاج كذلك إلى التبول بكثرة أو يشعر بآلام أسفل البطن.
يتعرض الأطفال الصغار لخطر الإصابة بتلف الكلى المرتبط بالتهاب المسالك البولية، أكثر من الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين، ويحتاج الأطفال المصابون بالتهاب المسالك البولية إلى زيارة الطبيب، إذ لن تتحسن هذه العدوى من تلقاء نفسها، لكن لحسن الحظ أنه يسهل علاجها، ويستغرق العلاج عادةً قرابة الأسبوع.
ما سبب التهاب المسالك البولية عند الأطفال؟
لا يحتوي البول في الظروف الطبيعية على بكتيريا، ويساعد التدفق أحادي الاتجاه (نقصد به تدفق البول من الكلية إلى أسفل الحالب وإلى المثانة، عادة ما يتم الحفاظ على هذا التدفق أحادي الاتجاه بسبب وجود صمام حيث يتصل الحالب بالمثانة) على منع العدوى.
يغطي الجلد أنواع مختلفة من البكتيريا، كما أنها توجد بأعداد كبيرة في منطقة المستقيم وفي البراز. قد تنتقل البكتيريا في بعض الأحيان عبر مجرى البول إلى المثانة. عندما يحدث هذا تتكاثر البكتيريا، فإذا لم يتخلص منها الجسم، يُصاب الطفل بالعدوى.
هناك نوعان من عدوى المسالك البولية، وهما:
- التهاب المثانة، وفي هذه الحالة تتورم المثانة.
- عدوى الكلى، يحدث هذا إذا انتقلت البكتيريا من المثانة عبر الحالب، ووصلت إلى الكلى وأصابتها.
وتعد التهابات الكلى أكثر خطورة من التهابات المثانة، ويمكن أن تضر الكلى خاصةً عند الأطفال الصغار.
ما أعراض التهاب المسالك البولية عند الأطفال؟
تتباين الأعراض تبعًا لسن الطفل المريض:
- إذا كان طفلك رضيعًا أو أصغر من أن يخبرك بما يشعر به، فمن المحتمل أن تكون العلامات غامضة وغير مرتبطة بالمسالك البولية. فقد يعاني طفلك فقط من ارتفاع في درجة الحرارة، أو التذمر، أو الامتناع عن تناول الطعام. وقد يعاني الطفل في أحيانٍ أخرى من حمى منخفضةِ الدرجة، أو برازٍ رخو، أو أنه لا يبدو بصحة جيدة، مع ملاحظة انبعاث رائحة كريهة من البول أكثر من المعتاد.
- الأطفال الأكبر سنًا، قد يشكو من ألم في منطقة أسفل المعدة أو الظهر، بالإضافة إلى الحاجة إلى التبول كثيرًا. قد يصاحب هذا التبول بكاء، أوألم، أو حرقة رغم نزول بضع قطرات فقط. قد يواجه أيضًا مشكلة في التحكم في البول، وقد يتعرض لحوادث بلل الفراش.
فيما يلي تلخيصًا لبعض علامات التهاب المسالك البولية التي يجب الانتباه لها:
- ألم أو حرقة عند التبول.
- كثرة التبول أو الشعور بالحاجة الملحة للتبول رغم عدم امتلاء المثانة.
- بول كريه الرائحة، قد يبدو عكرا أو به دم.
- الحمى.
- ألم في أسفل الظهر، أو حول المثانة.
- الاستيقاظ ليلًا كثيرًا للذهاب إلى الحمام.
- مشاكل التبول، على الرغم من تدريب الطفل على استخدام النونية.
ما علاج التهاب المسالك البولية عند الأطفال؟
يحتاج الطبيب إلى إجراء مزرعة لمعرفة نوع البكتيريا المصاب بها الطفل، ومن ثَم تحديد نوع المضاد الحيوي المناسب، إذ يعتمد نوع المضاد الحيوي، وطريقة إعطائه، وعدد الأيام التي يجب تناوله فيها، على نوع العدوى.
يمكنك أيضًا مساعدة طفلك على محاربة العدوى من خلال تشجيعه على شرب الكثير من السوائل، والتبول كثيرًا. أما إذا كان طفلك مريضًا جدًا، ولا يستطيع الشرب، فقد يتطلب الأمر مكوث الطفل في المستشفى للحصول على المضاد الحيوي عبر الحقن الوريدي. ويتراوح عدد الجرعات بين جرعة واحدة يوميًا إلى 4 جرعات في اليوم، وقد يوجهك الطبيب أيضًا لإعطاء طفلك الأدوية حتى تنتهي الاختبارات الإضافية.
ستصبح حالة طفلك أفضل بكثير بعد جرعات قليلة من المضاد الحيوي .إذ تُعالج معظم التهابات المسالك البولية في خلال أسبوع، إذا اتُبعت الطريقة الصحيحة، ولكن غالبًا يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تختفي جميع الأعراض.
ولكن يجب الحرص على التزام الطفل بجرعة ومدة المضادات الحيوية، حسب طلب الطبيب الخاص بك حتى إذا اختفت الأعراض، وذلك لتجنب عودة الإصابة مرة أخرى، أو التعرض لإصابة جديدة إذا لم يتم العلاج بشكل كامل. أما في حالة تطور الأعراض أو عدم تحسنها في خلال 3 أيام، فقد يحتاج طفلك إلى الذهاب إلى المستشفى فورًا.
في النهاية يجب على أي أم أن تأخذ طفلها للطبيب، في حالة ظهور أي أعراض تشبه أعراض التهاب المسالك البولية، لعلاجه في الوقت المناسب وبشكل صحيح.