التهاب المسالك البوليّة
التهاب المسالك البولية هو التهاب يبدأ في الجهاز البولي (Urinary system)، يتكون الجهاز البولي من الكليتين، والأنابيب البولية، والمثانة (Urinary bladder)، والإحليل (Urethra)، يُمكن للعدوى مهاجمة أي واحد من مركبات المسالك البولية، لكن المسالك البولية السفلى أي الإحليل والمثانة هي الأكثر عرضة للالتهاب.
العلاج الأكثر قبولًا ورواجًا لمعالجة التهابات المسالك البولية هو المضادات الحيوية (Antibiotics)، لكن بعض التدابير التي من السهل اتخاذها من شأنها تقليص احتمالات العدوى والإصابة بالتهابات المسالك البولية من البداية.
أعراض التهاب المسالك البوليّة
لا تظهر أعراض التهاب المسالك البولية بشكل واضح لدى كل من يُصاب بالمرض، إنما يظهر عند معظم المصابين في الغالب عَرَض واحد أو اثنان من الأعراض الآتية:
- حاجة قوية ومتواصلة للتبول.
- إحساس بالحَرق عند التبول.
- نزول البول بكميات صغيرة.
- وجود دم في البول (Hematuria) أو بول عكر ذو رائحة قوية جدًا.
- وجود جراثيم في البول.
أعراض التهاب المسالك البولية بحسب نوع الالتهاب
لكل واحد من الأنواع المختلفة من الالتهاب توجد أعراض التهاب المسالك البولية المميزة له، تبعًا للمنطقة التي يحصل فيها الالتهاب، وهي كالآتي:
1. التهاب الحُوَيْضَة والكلية الحاد (Acute pyelonephritis)
تظهر الأعراض كالآتي:
- آلام في الظهر.
- قشعريرة.
- ارتجاف.
- الغثيان.
- القيء.
- الحمّى.
2. التهاب المثانة (Cystitis)
وتظهر الأعراض كالآتي:
- هبوط درجة حرارة الجسم إلى مستويات غير طبيعية.
- ضغط في منطقة الحوض.
- شعور بعدم الراحة في أسفل البطن.
- الحاجة إلى التبول المتكرر والألم.
3. التهاب الإحليل (Urethritis)
يشعر المريض بالحَرْق عند التبول.
أسباب وعوامل خطر التهاب المسالك البوليّة
هناك العديد من المسببات والعوامل التي تزيد من التهاب المسالك البولية.
أسباب التهاب المسالك البولية
تختلف الأسباب باختلاف نوع الالتهاب كالآتي:
1. أسباب التهاب المثانة
تكون أسباب التهاب المسالك البولية بسبب دخول جراثيم إلى الجهاز البولي من خلال الإحليل، ثم تبدأ بالتكاثر في المثانة.
المسبب لالتهاب المثانة في معظم الحالات هي جرثومة الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، هذا النوع من البكتيريا موجود في الجهاز الهضمي والأمعاء، وقد تؤدي ممارسة الجنس إلى حصول التهاب في المثانة، لكن ليس من الضروري أن يكون الإنسان فعالًا جنسيا كي يصاب بهذا الالتهاب.
2. أسباب التهاب الإحليل
الأمراض المنقولة جنسيًا (STD – Sexually transmitted diseases)، مثل:
- فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex).
- داء السَّيَلان (Gonorrhea).
- داء المُتَدثّرات (Chlamydiosis).
عوامل خطر التهاب المسالك البولية
هنالك أشخاص هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالتهابات المسالك البولية، مثل:
- الجنس
حوالي نصف الإناث يُصبن بالتهابات المسالك البولية في مرحلة من مراحل حياتهم، وبعضهن يُصاب بالالتهاب أكثر من مرة واحدة.
السبب الرئيسي لذلك هو المبنى التشريحي لجسم الأنثى، حيث أن الإحليل في جسم الأنثى أقصر منه في جسم الذكر، مما يجعل المسافة التي يتعين على البكتيريا أن تقطعها من أجل الوصول إلى المثانة أقصر.
- النشاط الجنسي
النساء اللواتي يُمارسن النشاط الجنسي بوتيرة أكبر يُصبحن أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية، فالعلاقة الجنسية قد تؤدي إلى تهيج فتحة الإحليل، مما يتيح دخول البكتيريا بسهولة أكبر ويسهّل انتقالها إلى المثانة.
- استخدام بعض وسائل منع الحمل
النساء اللواتي يستخدمن العازل الأنثوي لمنع الحمل (Diaphragm) هن أكثر تعرضًا لخطر العدوى بالتهاب المسالك البولية من النساء اللواتي يستخدمن مبيد النِّطاف (Spermicide) كوسيلة لمنع الحمل.
- السن
بلوغ سن اليأس (Menopause) أو سن انقطاع الحيض (Amenorrhea)، تُصبح التهابات المسالك البولية أكثر شيوعًا، لأن أنسجة المهبل، والإحليل، وقاعدة المثانة تُصبح أرقّ وأضعف بسبب فقدان هُرمون الإستروجين (Estrogen).
- أمراض أخرى
هناك بعض الأمراض المسببة لالتهاب المسالك البولية:
- اضطرابات المسالك البولية، مثل: حصى الكلى.
- مرض السكري (Diabetes).
- الأمراض المزمنة الأخرى التي يمكن أن تعيق عمل الجهاز المناعي (Immune system).
- الاستخدام المطول للقثاطير (Catheter) في المثانة.
مضاعفات التهاب المسالك البوليّة
إذا تمت معالجة التهاب المسالك البولية بصورة فورية وجيدة فمن النادر وجود حالات تنجم عنها المضاعفات، أما إذا لم تتم معالجة الالتهاب فقد يتفاقم ويؤدي إلى أعراض أكثر حدة تُسبب شعورًا بضيق كبير.
ومن أهم المضاعفات:
- التهاب حاد أو مزمن في الكليتين يُمكن أن يُسبب ضررًا مستديمًا في الكليتين.
- إنجاب أطفال ذوي وزن منخفض أو أطفال خُدّج في حال الإصابة أثناء الحمل.
- المرأة التي تتكرر إصابتها بالتهاب في المسالك البولية أكثر من ثلاث مرات من المرجح أن تٌصاب بالتهابات إضافية أخرى في المستقبل.
تشخيص التهاب المسالك البوليّة
عندما يشك اختصاصي المسالك البولية (Urologist) بوجود التهاب يطلب إعطاء عينة من البول لفحص وجود قيح، أو خلايا الدم حمراء، أو بكتيريا في البول، ولتجنب تلوث العينة قد يُطلب تنظيف المنطقة التناسلية بالمطهرات قبل البدء بجمع العينة من منتصف دفق البول.
الفحص المخبري لعينة البول الذي يُضاف إليه أحياناَ اختبار الزراعة (Culture)، يكشف عما إذا كان هنالك تلوث التهابيّ، وبالرغم من أنه ليس ثمة اختبار بسيط يُمكن أن يميز ما إذا كان الالتهاب موجودًا في المسالك البولية العليا أو السفلى، إلا أن مزيجًا من الحمّى والألم الموضعي المركّز يُمكن أن يدل على أن الالتهاب قد وصل إلى الكليتين.
علاج التهاب المسالك البوليّة
إذا ما ظهرت أعراض مميزة لالتهاب المسالك البولية لدى شخص معافى بشكل عام، فإن علاج التهاب المسالك البولية الفعال والأساسي هو بالمضادات الحيوية. ويتم تحديد نوع الدواء ومدة العلاج تبعًا للحالة الصحية العامة للمريض وتبعًا لنوع البكتيريا التي تم اكتشافها في فحص البول.
1. علاج الالتهاب البسيط
الأدوية الأكثر شيوعًا لمعالجة الالتهاب البسيط في المسالك البولية تشمل:
- سولفاميثوكسازول ترايمتوبريم (Sulfamethoxazole – trimethoprim).
- أموكسيسيلين (Amoxicillin).
- أمبيتسلين (Ampicillin).
- نيتروفورانتوين (Nitrofurantoin).
- سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
- ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).
تختفي الأعراض بعد بضعة أيام من تلقي علاج التهابات المسالك البولية، ومع ذلك قد يحتاج المريض إلى مواصلة تناول العلاج بالمضادات الحيوية لأكثر من أسبوع، ومن الضروري الحرص على تناول جميع الجرعات الدوائية التي يصفها الطبيب، لضمان التحييد الكامل والنهائي لمسببات الالتهاب.
عند علاج التهاب المسالك البولية البسيط لدى شخص يتمتع بصحة جيدة عمومًا يُوصي الطبيب عادةً بعلاج لفترة قصيرة، مثل: تناول المضادات الحيوية لمدة ثلاثة أيام فقط، ولكن التحقق إذا كان هذا العلاج هو المناسب للأعراض العينية.
قد يصف الطبيب أيضًا أدوية مسكنة للأوجاع (Analgesic) تزيل الشعور بالألم في المثانة، وفي الإحليل وتُخفف من حدة الحرق أثناء التبول.
أحد الآثار الجانبية لهذه الأدوية هو اصطباغ البول باللون الأزرق الفاتح، أو البرتقالي.
2. علاج التهاب المسالك المتكرر
يتم العلاج بطرق مختلفة حسب الحالة كالآتي:
- المريض الذي يُعاني من التهابات المسالك البولية المتكررة، فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية لفترة زمنية أطول أو برنامجًا علاجيًا ذاتيًا، بحيث يتناول المريض مضادًا حيويًا لبضعة أيام قليلة فور ظهور الأعراض المميزة لالتهاب المسالك البولية.
- معالجة الالتهابات التي تحصل نتيجة العلاقات الجنسية، قد يصف الطبيب تناول جرعة واحدة من مضاد حيوي بعد كل اتصال جنسي.
- المرأة التي تجاوزت مرحلة اليأس، فقد ينصحها الطبيب باستخدام العلاج المهبلي بالإستروجين لتقليص احتمالات الإصابة بالتهابات متكررة في المسالك البولية.
- عصير التوت البري أثبت فعالية معيّنة في منع التهاب البول المتكرر، ومن الممكن وصفة لمن يستطيع تحمّله وشربه بشكل مزمن.
- استخدام البروبيوتيك (Probiotics) وهي جراثيم وأنواع من الخميرة الحيّة والمفيدة لجسم الإنسان والتي قد تُساعد على منع التهاب البول المتكرر بطرق عديدة كالحفاظ على درجة الحموضة المنخفضة في المهبل، أو إفراز العديد من السيتوكينات (Cytokins) المضادة للالتهاب وغيرها من الطرق.
- النساء التي تستعمل الواقي المبيد للحيوانات المنوية لمنع الحمل، عليها أن تُفكر باستبدال هذا النوع من الواقي لأنه من الممكن أن يرتبط بشكل مباشر مع التهابات البول المتكررة.
- تلقي التطعيمات فعال لتقليل إمكانية حصول التهاب البول المتكرر مازالت قيد البحث والدراسة ومن الممكن أن تكون حلًا ممكنًا في المستقبل.
3. علاج الالتهاب الحاد
معالجة الالتهاب الحاد في المسالك البولية قد تحتاج إلى الرقود في المستشفى مع تناول المضادات الحيوية بالحقن الوريدي (Intravenous injection).
الوقاية من التهاب المسالك البوليّة
الأمور الآتية قد تُقلص من احتمالات التعرض للإصابة بالتهاب المسالك البولية:
- شرب الكثير من السوائل خاصة الماء.
- الغسل من الأمام إلى الخلف عند استخدام الحمام.
- تفريغ المثانة في أقرب وقت ممكن بعد الجماع.
- تجنب منتجات النظافة (Hygiene) النسائية التي قد تُسبب التهيّج.
العلاجات البديلة
لا يُمكن علاج التهاب المسالك البولية بالأعشاب، ولكن قد تُساعد بعض الأعشاب على التخفيف من الأعراض، مثل:
- التوت البري.
- عنب الدب.
- نبتة ذيل الحصان.
- الثوم.